بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت رحلتي مع الإسلام الحمد لله بعد أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر، ذلك الوقت الذي ازدادت فيه رغبة الكثير ممن لا يعرفون شيئًا عن الإسلام إلى أن يعرفوا حقيقة هذا الدين.
كان لدى الكثير من الناس آنذاك -وأنا من ضمنهم- انطباع عن الدين الإسلامي أنه دين قتل وضغينة ودين سيطرة الرجال واضطهاد النساء.
بعد بضعة شهور من أحداث الحادي عشر من سبتمبر قررت أن أبحث في دين الإسلام كي أرَ حقيقة التعاليم التي يعلمها هذا الدين لأتباعه. كان لدي عقل متفتح جدًا ورغبة لمعرفة طبيعة هذا الدين.
أيضًا خلال هذا الوقت بدأت أتشكك في ديني (الكاثوليكية) وتعاليمه؛ الأمر الذي قادني لأن أتعلم الأديان الأخرى.
كانت البداية معي في كتابة كلمة "إسلام" و "قرآن" في محرك البحث "جوجل" آملةً أن أجد بعض المعلومات المفيدة، وكان هناك العديد من المواقع عن الإسلام، ولكن للأسف كان القليل منها في صف المسلمين.
ومع ذلك وجدت معلومات في بعض المواقع القليلة التي أجابت على أسئلتي واستطعت أيضا أن أجد بعض المواقع التي تحوي كذلك على ترجمة لمعاني القرآن.
قرأت في المواقع وترجمة القرآن وواصلت البحث عن المزيد من المعلومات لمدة 3 سنوات تقربيًا.
لم أكن قد عرفت في حياتي كلها أي مسلم، ولم أرَ أي مسلم إلا عبر التلفاز، وكلنا يعرف نوع الاكتراث الذي يحظى به المسلمون في وسائل الإعلام الأمريكية!
عندما بدأت أبحث عن الإسلام كنت أبلغ من العمر سبعة عشر عامًا وكنت أعيش في مدينة صغيرة تدعى بنسليفانيا.
وعندما بلغت تسعة عشر عامًا انتقلت مع أمي إلى ولاية إنديانا، والحمد لله، فإن الله سبحانه وتعالى قد هدانا الله إلى مدينة كبيرة نسبيًا بها عدد كبير من المسلمين وكان بها مسجد!
في الجامعة التي كنت أحضر فيها استطعت أن أتقابل مع بعض المسلمين الذين كانوا متعاونين جداً في إعطائي كتبا وإسطوانات CD's لزيادة معرفتي بالدين (جزاهم الله خيراً).
وبعد فترة وجيزة بدأت أحضر يوم الجمعة في المسجد وقابلت هناك العديد من الأخوات واللاتي كن أيضا متعاونات جدًا معي في إعطائي المزيد من المعلومات.
شعرت وأنا في المسجد كأنني في بيتي تماما، وكانت النساء حانيات رقيقات للغاية الشيء الذي لم أشعره قبل ذلك أبدا في أي كنيسة.
بعد أسابيع قليلة من حضوري المسجد والتحدث مع الأخوات عن الإسلام وتعاليمه، دخلت الإسلام والحمد لله بعد 4 سنوات تقريبا من البحث في هذا الدين الجميل.
مر على إسلامي الآن أكثر من عامين، ولم أكن في يوم من الأيام أسعد مما أنا عليه الآن. فالإسلام يعطيك شيئًا لا تستطيع أي من الديانات الأخرى إعطاءك، ألا وهو: منهجًا كاملا للحياة وفق ما يحدده الله. لقد تعبت من الذهاب إلى الكنيسة لعبادة الله مرة واحدة في الأسبوع! أردت أكثر من هذا بكثير في حياتي، والحمد لله قد أنعم الله عليّ بالإسلام وهداني إلى الصراط المستقيم! الله أكبر.
بعد هدايتي -أو بالأحرى رجوعي إلى الدين الصحيح- اعتنقت أختي البالغة من العمر خمسة عشر عاما وبعض صديقاتي الإسلام ولله الحمد. الله عز وجل أنعم عليّ كذلك بزوج مستقيم ساعدني بشكل كبير أن أكون أكثر دراية بديني.
أود أن أشير في هذا المقام إلى "رحلة" أخرى خضتها خلال العامين الماضيين بعد اعتناقي الإسلام: ارتداء الحجاب . أعتقد أن هذا الموضوع كله مألوف جداً بالنسبة للأخوات اللاتي يكافحن من أجل ارتداء الحجاب. لقد كان فعلاً من الصعوبة بمكان تحقيقه؛ لا سيما عندما تكون حديث العهد بالإسلام تحت ضغوط الحياة الغربية. وزاد من هذه الضغوطات كون جميع أصدقائي وأسرتي غير مسلمين.
خضت فترة من الوقت حينما كنت حديثة عهد بالإسلام حيث ارتديت فيها الحجاب في كل مكان إلا في الجامعة، وبعدها فترة خلعته فيها تماماً. بأمانة كنت لا أفهم لماذا عليّ أن أرتدي الحجاب وذلك بسبب قلة فهمي للدين. استمر هذا لثلاث شهور حتى شرعت في القراءة عن المرأة في الإسلام وسبب أهمية الحجاب. قرأت وقرأت وقرأت ليس فقط عن الحجاب ولكن عن العفة وسلوك المرأة المسلمة. كنت أقرا وأصلي بشكل يومي حتى بدأت أحب الإسلام وأحب الله عز وجل حبًا جمًا وودت أن أفعل كل شيء باستطاعتي لإرضاء إلهي. وظللت مستحضرة لآية في القرآن الكريم ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [سورة الطلاق 2-3]
إن أي إنسان يضع ثقته في الله عز وجل سييسر الله له أموره ويساعده في تخطي ما يستصعبه. عندما أصبحت حقا متوكلة على الله وبدأت أخشاه بحق وأدرك أن هذه الحياة ليست أكثر من امتحان لنا، ارتديت الحجاب دون أن تراودني أدنى شكوك في ذلك، ومنذ ذلك الوقت وأنا أرتدي الحجاب والعباءة والحمد لله، ولم يعلّق عليه أي شخص إطلاقًا إلا بأشياء طيبة.. فسبحان الله.
ومن المهم جدًا للنساء المسلمات -خاصة اللاتي يعشن في الغرب- أن يعرفن حقيقة دينهن، وأنه وإن لم توافق هوانا بعض الأمور فيه، إلا أن الخير سيكون في اتباع هذه الأمور التي هي من عند ربنا، فليس أمامنا إلا طاعة الله سبحانه فيما أمرنا به.
أسأل الله أن ييسر للأخوات ارتداء الحجاب والاعتزاز بأنهن: مسلمات.
والشكر الخالص والحمد لله رب العالمين..
﴿إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [سورة القصص آية 56]
انتهت قصة أختنا "زهرة الإسلام" كما قصّتها علينا بنفسها، ونسأل الله سبحانه أن يثبتها ويحفظها ويرعاها. وقصة الأخت لم تنتهِ إلى هذا الحد، بل استشعرت عظم مسؤولية المسلم تجاه دينه، فأصبحت تتلهّف على خدمة الدين، ومن ذلك بعض الخدمات التي أصبحت تقدمها لنا في موقع طريق الإسلام.
فليسأل كل واحد منا ممن وُلد مسلما: ها هي "زهرة الإسلام" عمرها الفعلي أقل من 3 سنوان، والواحد فينا عمّر العشرين والأربعين والستين سنة، فماذا قدمت أنت لدينك؟