Admin المدير العام
عدد الرسائل : 176 العمر : 32 الموقع : https://abadalrhman.ahlamontada.net المزاج : عادى الحمد لله قوة العضو : نقاط : 418 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 14/01/2009
| موضوع: قصص مع القلوب الحية الجزء الأول الأربعاء أبريل 08, 2009 11:34 am | |
| بسم الله ارحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, و أشهد أن محمداً عبده ورسوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [ سورة آل عمران: 102]
أخي المسلم: أريد أن انطلق أنا وأنت مع آية من كتاب الله, مع أصحاب تلك القلوب النيرة, حيث قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} [سورة الأعراف: 201]. ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "المؤمن يرى ذنوبه مثل الجبل يخشى أن يقع فيه, والمنافق يرى ذنوبه كذباب قام على أنفه فقال به هكذا" [رواه البخاري موقوفاً].
وريقات نتجول من خلالها في حياة الصالحين عندما يلم أحدهم بخطأ أو يفوته خير, ماذا كان يفعل؟ وبماذا كان يحس؟. إنه إحساس المؤمن من الذنب وفوات الخير, إنه شعور مرهف وقلق دائم, وغمٌ مطبق عندما يفعل ذنباً. أخي وأنت تقرأ هذه الصفحات عن أحوال الأخيار تساءل: لِمَ هذا الشعور وهذا الإحساس؟ وكيف وصلوا إلى هذه المرحلة من الإحساس والشعور؟ ثم قارن ذلك بحالنا – نحن المقصرين- محاولاً معرفة السبب الذي سنصل إليه أنا وأنت في النهاية.
مطالب عالية
عندما صلى العصر – ولم تفته ركعة ولا تكبيرة الإحرام- رجع إلى منزله وجلس مع أهله, أخبرهم بأنه في ضيق. فقيل له في ذلك, فقال: صليت فريضة الله بدون حضور قلب ولا تدبر, فلم أهتم بها ولم أؤدها كما ينبغي, فلا أحس بأثرها في قلبي, بل أحس بضيق... إنها فريضة. أستغفر الله.. أستغفر الله.
ويذكرنا هذا الموقف بعلي بن الحسين (زين العابدين) حينما يتوضأ ويقوم للصلاة تأخذه رعدة فقيل له: ما لك؟ فقال: ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي؟ (1)
تفيـض عـيونـي بالدمــوع السواكـب *** ومالي لا أبكي عل خير ذاهب علـى كـم ذنــوب كـم عيــوبٍ وزلـــةٍ *** وسيئـة مخشيـةٍ في العـواقـب علــى أننــي قـد أذكــر الله خالقــي *** بغير حضــور لازم ومصـاحـــــبِ أصلي الصلاة الخمس والقلب جائلٌ *** بأودية الأفكــار من كـل جـانــبِ
(1) صفة الصفوة.
قلوب حية
وهذا كرز بن وبرة أخذ في البكاء: فقيل له: ما يبكيك؟ قال: منعت جزئي أن أقرأه البارحة, وما هو إلا من ذنب أذنبته (1). يبكي لأنه مضت عليه ليلة لم يقم يصلي ويقرا القرآن فيها, بل إنه اتهم نفسه مسنداً ذلك إلى ذنب منعه الخير. فهل خصصنا نحن جزءاً نقرأه كل ليلة من أجل أن نحزن أو لا نحزن إذا فات؟!
إذا مضت الأوقات في غير طاعـةٍ *** ولم تك محزوناً فذا أعـظم الخـطبِ علامة مـوت القلب أن لا ترى به *** حراكاً إلى التقوى وميلاً عن الذنبِ
(1) صفة الصفوة: ج3.
بين الخوف والرجاء
كنا في رفقةٍ في موسم الحج ومعنا ذاك الرجل الذي قد زار بيت الله الحرام, وأدى مناسك الحج, وقد كان يلهج بالدعاء ليلاً ونهاراً, وكم قد دمعت عيناه في تلك البقاع الطيبة متمنياً غفرات السيئات وإجابة الدعوات والقرب من رب الأرض والسموات. والعجب أنه قد ظهرت عليه سيما التقى والصلاح يقول: والله الذي لا إله إلا هو إني خائف ألا يقبل الله مني بسبب ما عندي من سوء النية والطوية, والله يعلم ذلك لكني أرجوا أن يتقبل مني برحمته وهو أرحم الراحمين. قال تعال: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [سورة المؤمنون: 60].
منذ أربعين سنة
قال محمد بن سيرين: إني لأعرف الذنب الذي حُمل به علي الدين.قلت لرجل من أربعين سنة: يا مفلس. قال أبو سليمان الداراني: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون, وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى؟ (1).
(1) صفة الصفوة: ج3.
إحساس طفل
جاء إلى معلمه يشكو إليه شيئاً أرقه وآلمه قائلاً: إن أبي لا يصلي وقد نصحته كثيراً فتضايق مني حتى طردني. حاول المعلم أن يذكره ببعض الوسائل المفيدة في ذلك, وإذا بالغلام يقول: قد فعلت فلم تُجدِ شيئاً. حينها قال المعلم: إذا فعلتَ ما تستطيع, وحاولت فلم يستجيب فأنت معذور. لكن الغلام الصغير لم يقتنع بهذا الكلام عند هذا الحد, وتغير وجهه وأغرورقت عيناه فرد فوراً: لا. لا..لا أريد أن يكون أبي لا يصلي, لا أريد.
أخي: كم نعرف الكثير من الأخطاء عند الأهل والأقرباء والأصدقاء, فهل أحسسنا وشعرنا بتقصيرنا تجاههم بعبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!
سنة ونصف
ذهبت الرفقة الصالحة في الطريق إلى رحلتها, وكان أحد الطلاب (في الأول الثانوي) يركب الحافلة الثانية, وفي الطريق تعطلت الحافلة الثانية, ووقفت الحافلة الأولى ومن فيها لمساعدتهم فوجدوا العطل يسيراً, فقالوا: نتقدمكم إلى المكان, وأثناء ذلك أوصى الطالب الأستاذ الذي يركب في الحافلة الأولى بألا يبدءوا بالصلاة حتى يحضر هو ورفاقه, وكررها مرة بعد أخرى, فلما وصلوا إلى المكان المناسب بدءُوا بالصلاة, فلما حضر الطلاب من الحافلة الثانية أدركوهم في الركعة الثانية, فلما انتهت الصلاة ذهب ذلك الطالب إلى الأستاذ قلقاً متحسراً قائلاً: لِمَ صليتهم وقد أوصيتك بألا تصلوا حتى نحضر؟ والوصية لم يحسب المعلم لها حساباً كبيراً. ثم أكمل الطالب قائلاً: لِمَ يا أستاذ فقد فاتتني تكبيرة الإحرام وقد كنت مستمراً متعهداً محافظاً عليها منذ سنة ونصف, وهاهي اليوم تفوتني.
الله أكبر: بماذا يشعر؟ وماذا يقول من فاتته الركعات تلو الركعات إن لم يكن الصلوات والأوقات؟! من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لـجـرحٍ بميتٍ إيـلامُ
| |
|
شوق
عدد الرسائل : 21 المزاج : الاتجاه الدينى قوة العضو : نقاط : 27 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/04/2009
| موضوع: رد: قصص مع القلوب الحية الجزء الأول الأربعاء أبريل 08, 2009 5:14 pm | |
| رائع الموضوع بجد يستاهل التقدير اتمنى دوام النجاح وارسال اجمل المواضيع دائما | |
|